حسن الهيدوس: متشوقون لكتابة التاريخ في افتتاح قطر 2022

FIFA.com
2020-11-23 | منذ 3 سنة

حسن الهيدوس: متشوقون لكتابة التاريخ في افتتاح قطر 2022

الدوحة، 23 نوفمبر 2020 -موقع FIFA.com: نحن اليوم على بعد عامين بالتمام والكمال على ركلة البداية، ماهي تصوراتك لـ21 نوفمبر ٢٠٢٢؟

حسن الهيدوس: ربما هو قريب جداً لما تحدثت به، لكن ربما أعيش هذه الصور بشكل يومي، وكلما خضت مباراة بقميص العنابي، أعتقد أنني وجميع زملائي في الفريق نتطلع قدما لذلك اليوم من أجل خوض المباراة الافتتاحية. باذن الله، عندما يأتي يوم 21 نوفمبر ٢٠٢٢ سنكون مستعدين. أتخيل أننا نجتمع صباحا والجميع مبتسم والكل يسأل ذات السؤال "هل تمكنت من النوم؟".

أعتقد لو حدث ذلك لن يكون هناك أدنى مشكلة، سيكون لدينا طاقة إيجابية وهائلة، كل اللاعبين سكونون متلهفين من أجل التوجه إلى الملعب، ليس إلى الملعب فقط بل نحو كتابة تاريخ مجيد لدولة قطر.

في الطريق إلى استاد البيت، كيف تتخيّل المشهد؟

لو أغلقت عينيّ الآن، يمكن تخيّل الشوارع ممتلئة بالجماهير التي تتوافد من كل مكان نحو مدينة الخور، حيث يقع استاد البيت، أعلام قطر تُزّين السيارات والمباني، وترفرف في أيدي الجماهير. داخل الملعب ستكون المدرجات كاملة العدد، وكلما اقتربنا أكثر من ساعة الصفر ربما يزيد التوتر أكثر وأكثر، لكن هذا طبيعي، إنه اليوم الذي ننتظره منذ منحنا استضافة النهائيات في 2010.

دعنا نقترب أكثر من التفاصيل، الوصول إلى الملعب..فترة الإحماء ثم التجمع لبدء مراسم المباراة؟

دعني أصدقك القول، ربما عشنا هذه التفاصيل في كثير من المباريات الكبيرة، لكن ربما هذه ستكون مختلفة بكل تأكيد، لن أستطيع تخيل المشاعر التي ستأتي وقتها، لكن مع كل دقيقة تنقضي سترفع من حالة الترقب. أتوقع أن فترة الإحماء ستزيد من حوافزنا، عند رؤية الجماهير والاستماع لتشجيعها. لكن الدقائق الأخيرة قبل صافرة البداية، ستكون هي الأكثر روعة، عندما ندخل يداً بيد نحو أرض استاد البيت، وحين يبدأ عزف السلام الأميري لدولة قطر، أكاد أسمع الملعب كله وهو ينشد الكلمات بصوت يرتد صداه. اللاعبون كما العهد على قلب رجل واحد نردد الكلمات التي لطالما كانت حافزنا من أجل الفوز، يا لها من أجواء أتمنى أن أعيشها في هذا اليوم.


هلاّ تحدثنا عن طموحات المنتخب القطري في نهائيات ٢٠٢٢؟

هي كبيرة وتتجاز حدود المشاركة المُشرفة، نريد أن نقدم الأداء الذي يؤكد قدرات اللاعب القطري، ونتطلع لحصد نتائج تمنحنا إحدى بطاقتي التأهل عن مجموعتنا. نعرف أن الأمر لن يكون سهلا، فقد شهدت بعض النسخ السابقة من كأس العالم خروج منتخبات عريقة من الدور الأول (الأرجنتين وفرنسا 2002، البرتغال 2014، المانيا 2018)، لذلك سنركز جهودنا بشكل رئيسي على التأهل للدور الثاني.

وكيف ترى تطور "العنابي" خلال السنوات الماضية؟

الكرة القطرية بدأت العمل وفق منظومة مدروسة منذ 17 عاما، تم تحديد الأهداف منذ تلك الفترة، تم افتتاح آكاديمة آسباير، وبدأت عملية البحث عن المواهب وتطويرها. في العام 2014 تمكن منتخب الشباب من الفوز بكأس آسيا تحت 19 سنة، وتأهل لكأس العالم تحت 20 سنة في نيوزيلندا، وتم تصعيد أبرز اللاعبين للمنتخب الوطني، ومع المعسكرات والمباريات أصبح لدينا منتخب قادر على المنافسة وإحراز الألقاب.

دعني أوضح أكثر، في مشاركتنا بكأس آسيا 2015 خرجنا للأسف من الدور الأول، ولكن بعد ذلك بدأ تجهيز منتخب جديد من كل النواحي، في السنوات الأربع التالية ارتقينا بالمستوى الفني، وكما شاهد الجميع كُنا أفضل المنتخبات في نسخة 2019، أحرزنا اللقب دون شكوك، وصبغنا النهائيات باللون العنابي.

دعني أعود بك إلى بطولة آسيا 2019، ما الذي ساعدكم على إحراز اللقب؟

هي بطولة المتناقضات بالنسبة لنا، هذه المرة الأولى وربما الأخيرة التي نلعب بها بدون أي مساندة من جماهيرنا في الملعب. كنا ندرك حجم المسؤولية وكم أن الشعب القطري وكل من يتواجد في بلادنا يدعمنا بكل الأشكال. وصلتنا مشاعرهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الاتصالات الهاتفية من عائلاتنا نقلت لنا الأجواء، وفي الأدوار الإقصائية ومع كل فوز، كنا نعود للفندق ونتابع ما يحدث في قطر من فرح شعبي، لقد شعرنا بأهمية ما نقوم به أكثر وأكثر.

حققتم سجلا ناصعاً من الانتصارات وأكبر عدد من الأهداف ولم تقبلوا إلا هدفاً واحداً، كيف نجحتم في الوصول لهذه الأرقام القياسية؟

في كل مباراة كنا نتعاهد على تقديم أقصى ما نملك، بذلنا الغالي والنفيس ولم ندخر حبة عرق، وأعتقد أن نسبة التركيز في المباريات كانت أكثر من 100%، تعاملنا بكل احترافية مع متطلبات المباريات والمنافسين، كنا نعرف ماذا نريد في كل مواجهة، واستطعنا تحقيق أهدافنا، بلو أكثر حيث كنا، أقوى خط هجوم ودفاع، وسيطرنا على كل الجوائز الفردية "أفضل لاعب والهداف وأفضل حارس".

باستعراض سريع لشريط المباريات، ترى أننا واصلنا الهجوم طوال المباراة أمام كوريا الشمالية (6-0)، وعرفنا كيف نقتنص الأهداف أمام السعودية (2-0) وفي الأدوار التالية، عرفنا كيف نحرز هدفنا أمام العراق وكوريا الجنوبية (كلاهما 1-0)، وفي مواجهة الإمارات سيطرنا على مجمل المباراة وسجلنا رباعية كاملة في نصف النهائي، وأمام اليابان هاجمنا بوقت مبكر وسجلنا هدفين، ثم دافعنا بالشوط الثاني لحساسية النهائي قبل العودة للهجوم وإحراز الهدف الثالث.

هل تعتقد أن كأس آسيا 2019 ستكون هي المرجع للاعبين والجهاز الفني؟

بكل تأكيد، لقد أعطتنا أمثلة مختلفة على قدرتنا في كيفية التعامل مع مختلف المواقف، كيف نهاجم، ومتى ندافع، كيف نستغل نقاط ضعف المنافس، ومتى يجب أن نحتفظ بالكرة أطول فترة ممكنة قبل الهجوم، متى نستخدم التسديدات البعيد، ومتى نخترق من العمق. دعني أوجه الشكر الجزيل للاعبين على التزامهم التام بالتعليمات الفنية والتكتيكية، وأحييهم على إبراز مهاراتهم، لقد جمعنا كل تلك العناصر، وأرى أننا كنا فريقا لا يقهر بحمد الله، لقد انعكس مجهود الجهاز الفني طيلة السنوات الماضية في هذه البطولة، وحققنا اللقب وسط إعجاب آسيا كلها بما قدمناه.

لكن في كأس العالم ستواجهون منتخبات متنوعة من مختلف القارات؟

صحيح، ولذلك أمامنا برنامج إعدادٍ طويل لخوض تجارب متنوعة، مثلا لعبنا في كوبا أميركا 2019 أمام ثلاثة منتخبات قوية (الأرجنتين والباراجواي وكولومبيا) وقبلها بأيام لعبنا مع البرازيل وديا، وهذا العام واجهنا غانا وكوستاريكا، مع استمرارنا بالمنافسة في تصفيات التأهل لكأس آسيا 2023. وباذن الله في العام المقبل 2021 لدينا موعد متجدد مع كوبا أميركا، ومن بعدها خوض بطولة الكأس الذهبية، وسيكون أمامنا بطولة كأس العرب نهاية 2021.

كل تلك البطولات والمباريات تحعلنا نُراكم خبراتنا أكثر وتعطينا المزيد من الفرص للتعوّد على مواجهة المنتخبات الكبيرة وفي مختلف الظروف، وهي أيضا خير تحضير للاعبين الشباب الذين سيصلون للنهائيات بجهوزية كبيرة، وأعتقد أن عام ٢٠٢٢ سيكون أمامنا المزيد من خوض المباريات الدولية.

وماهي رسالتك لكل اللاعبين والمنتخبات وحتى الجماهير التي ينتظر أن تأتي إلى قطر؟

أقول لهم، أهلا وسهلاً بكم في بلادنا، على الصعيد الشخصي ستكون تجربة رائعة لهم جميعاً، وأنتم على موعد مع النهائيات الأفضل على الإطلاق، سيكون لدينا أفضل مناخ لكرة القدم.

للاعبين ومنتخباتهم: نضمن لكم خوض أفضل منافسة يمكن أن تعيشوها، الفنادق وملاعب التدريب والاستادات على مسافات متقاربة، لن تشعروا بالارهاق وهو ما سيعطيكم الحافز لتقديم أفضل مستوياتكم. أعتقد أن كثيراً من نجوم العالم زاروا الدوحة من قبل واختبروا هذه التجربة، منهم من عاش تجربة مصغرة من خلال مشاركته في كأس العالم للأندية 2019، وبعد اقل من ثلاثة أشهر، سيعيش آخرون هذه التجربة من جديد عندما تقام نفس البطولة في يناير المقبل.

للجماهير أقول: ملاعبنا ستمنحكم أفضل تجربة لمشاهدة مباريات كرة القدم وستكون أمامكم فرصة نادرة لحضور مباراتين في اليوم الواحد، كما أنني متأكد باستمتاعكم بالتنوع الفريد لدولة قطر ما بين البحر والصحراء والأسواق الحديثة والتراثية، كل ذلك سيكون مربوط بشبكة طرق وقطارات هي الأفضل، باختصار نحن جاهزون لكي نذهلكم.


التعليقات

إضافة تعليق