حسن الذوادي الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث يؤكد: الرؤية الرشيدة ساعدتنا في تجاوز التحديات الكبيرة

قنا
2020-12-16 | منذ 3 سنة

حسن الذوادي الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث

الدوحة، 16 ديسمبر 2020 - أكد سعادة حسن الذوادي الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث أن ذكرى تولي الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني «طيّب الله ثراه» مقاليد الحكم في البلاد تُعد ذكرى عزيزة على نفوس القطريين جميعًا لما تحمل في طياتها من دلالات عظيمة أبرزها إرساء دعائم نهضة دولة قطر الحديثة، وقيادة شعبها نحو وحدة الصف، ووضع المبادئ التي أضحت نبراسًا نسير عليه حتى يومنا هذا، إلى أن أضحت دولة قطر يشار إليها بالبنان حول العالم. وقال الذوادي، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية (قنا) بمناسبة اليوم الوطني للدولة: في كل عام، نجدد في هذه الذكرى المجيدة، يوم العزة والولاء والفخر، مواثيق الولاء والانتماء لبلادنا الحبيبة تحت قيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى «حفظه الله». وتابع: «كما نستحضر في هذه المناسبة السنوية الجليلة روح العمل الدؤوب والجاد، والوطنية الحقة الممثلة في الأفعال لا الأقوال، وهي فرصة لكل من يعيش على أرض دولة قطر من مواطنين ومقيمين للتعبير عن تقديرهم وامتنانهم لأجيال الأولين الذين أرسوا دعائم نهضتنا، وتحفيز الأجيال الحالية على مُواصلة المسير نحو العلا، والرقي بمستقبل الأجيال القادمة، لتصير قطر منارة يسترشد بها كل ذي عزيمة ورأي» .

وأضاف أن قيمة الولاء في معناها الحقيقي تعني النصرة بمفهومها الواسع، وهي لا تتأتى إلا بالتكاتف بين الجميع، وقد رسّخ المؤسس، رحمه الله، قيمًا حوّلت المجتمع القطري لنسيج واحد يشد أزر بعضه بعضًا، لا سيما في أوقات التحديات الجسام، وعهدنا في دولة قطر قيادة وشعبًا أن الفعل أصدق أنباء من القول، هكذا دأبت الأجيال على مُواجهة كافة التحديات، ففي العام 2020 أربكت أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد حسابات العالم بأسره، وتجلت هنا قدرة الشعوب ومرونتها على التكيف مع ذلك التحدي، وأثبتت قيادة دولة قطر الشابة قدرتها واستعداداتها على مواجهة الأزمة والتكيف معها – بفضل الله – ثم التخطيط والاستجابة المنسقة بين كافة الأطراف، والتعاون بين جميع أطياف المجتمع، حتى نجتاز الأزمة سويًا، كما اجتزنا ما سبقها من أزمات خلال الأعوام الماضية.

وأكد أن الاستعدادات لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 تسير وفق الجداول الزمنية المُحددة بالرغم من جائحة (كوفيد-19)، حيث قمنا بتطبيق بروتوكولات صارمة للصحة والسلامة لحماية العمّال من الفيروس. واكتمل ما يزيد على 90% من مشاريع البنية التحتية قبل ما يزيد عن عامين من انطلاق البطولة.

وأوضح سعادة حسن الذوادي أن اليوم الوطني هذا العام يُصادف الإعلان عن جاهزية الاستاد الرابع من استادات المونديال في الوقت الذي يفصلنا فيه عامان على انطلاق بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، لنحتفي في تلك المناسبة الوطنية الجليلة بالتقدم المُحرز على مستوى استعدادات الدولة والإنجازات المُتواصلة في المهام المتعلقة باستضافة البطولة التي ستقام لأول مرة في العالم العربي والشرق الأوسط.

كما أعلنت دولة قطر رسميًا في شهر يونيو الماضي عن جاهزية استاد المدينة التعليمية، وذلك خلال تغطية رقمية خاصة جاءت احتفاء بالعاملين في الصفوف الأمامية لمكافحة الوباء، ليُصبح ثالث الاستادات المونديالية جهوزية في بالترتيب بعد استاد خليفة الدولي، واستاد الجنوب، لتصل نسبة اكتمال البنية التحتية للبطولة بنسبة 90%، على أن تكتمل جميع الاستادات قبل انطلاق البطولة بأكثر من عام.

ونوه الذوادي بأنه على صعيد الجاهزية التنظيمية للبطولة، أعلنت FIFA ودولة قطر عن استضافة بطولة كأس العرب FIFA 2021 التي تبدأ منافساتها أواخر العام 2021، وكذلك كأس العالم للأندية في فبراير من العام ذاته، علاوة على الاستضافة الناجحة لمنافسات دوري أبطال آسيا لأندية الشرق والغرب وصولًا للمباراة النهائية، وكلها تصب في صالح اختبار جاهزيتنا التشغيلية للاستادات قبل انطلاق المونديال بما يُسهم في التحسين المُستمر لخططنا، وتأكيد على ثقة FIFA والاتحادات القارية في قدراتنا التنظيمية، خاصة مع تحوّل دولة قطر لاهتمامها من تشييد البنية التحتية إلى تعزيز التخطيط للعمليات التشغيلية وتجربة المشجعين لكي يصلا إلى أعلى درجة ممكنة من الجودة.

وتطرق سعادة حسن الذوادي إلى الجهود التي بذلتها اللجنة العليا للمشاريع والإرث لمُواجهة جائحة (كوفيد-19) قائلًا: اتخذت اللجنة كافة الإجراءات الضرورية لحماية العمّال وفق التدابير الوقائية التي أقرّتها وزارة الصحة العامة للحماية من خطر الإصابة بفيروس (كوفيد-19)، وقد استفدنا من عياداتنا الطبية المُنتشرة في جميع مواقع البناء وأماكن إقامة العمّال في تنفيذ العديد من الإجراءات للوقاية من الفيروس، كما تباطأت معدلات العمل قليلًا منذ بداية جائحة (كوفيد-19)، حرصًا منا على صحة وسلامة كل فرد من عمَّالنا، غير أن هذا لم يؤثر بأي شكل على الجدول الزمني والاستعدادات لبطولة كأس العالم بوجه عام.

وشدّد الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث على أنه خلال السنوات الماضية، وبالأخص خلال العام الماضي، أثبتت القيادة القطرية الرشيدة تحت لواء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله، مرونة في التعامل مع مُختلف التحديات السياسية منها والاقتصادية، والصحيّة التي استجدت بانتشار الوباء مع مطلع العام، ولقد أثبت العام الماضي النظرة الثاقبة للقيادة القطرية للاستثمار في البنية التحتية الصحية، والخطط المحكمة للتعامل مع الأزمات، وبدّدت القيادة القطرية بصلابة موقفها وتمسكها الراسخ بمبادئها أية مُحاولات للتشكيك في قدرات دولة قطر على مُواصلة مسيرة التنمية، في أوقات تعصف فيها الأزمات باقتصادات الدول حول العالم. وقال: إن «دولة قطر تجاوزت هذه التحديات بحكمة كبيرة، وتغلبنا عليها في وقت قياسي بفضل الرؤية الرشيدة لقيادتنا والتي حوّلت التحديات إلى إنجازات عن طريق إيجاد الفرص البديلة والحلول المثالية، وتعزيز فرص التنمية الوطنية، والاعتماد على القدرات المحلية بما يُعزز فرص التنمية المُستدامة، وتنويع الاقتصاد القطري، وتحقيق الرفاه للمواطنين والمقيمين على أرض هذا البلد الطيب».

قال الذوادي: شهدنا كذلك عددًا من الإعلانات المهمة على صعيد رحلة الوصول لضربة بداية المباراة الأولى للمونديال منها الكشف عن جدول مباريات كأس العالم وموعد مباراة الافتتاح على استاد البيت، وكذلك إطلاق شراكة إستراتيجية ما بين الاتحاد القطري لكرة القدم واللجنة العليا للمشاريع والإرث مع اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي لكرة القدم (الكونكاكاف) تشمل تقديم برامج طويلة الأجل ضمن أنشطة كرة القدم من أجل التنمية في أنحاء المنطقة، ومُشاركة المنتخب القطري في نسختي 2021 و2023 من كأس الكونكاكاف الذهبية، البطولة الأهم على مستوى تلك المنطقة.

أطلقت اللجنة العليا للمشاريع والإرث بالشراكة مع (FIFA) وكأس العالم FIFA قطر ذ.م.م إستراتيجية الاستدامة المُشتركة للمونديال، الأولى من نوعها في تاريخ البطولة. وتنطبق الإستراتيجية على جميع المجالات والمشاريع الوظيفية المُندرجة في إطار الأعمال التحضيرية للبطولة وإقامتها بالإضافة إلى أنشطة ما بعد الحدث، حيث تم تحديد 5 التزامات تتعلق بالاستدامة تشمل تحفيز النمو الاقتصادي، وتقديم حلول بيئية مُبتكرة، وتقديم تجربة شاملة على مستوى البطولة، وبناء كفاءات بشرية وحماية حقوق العمّال، وتحفيز وإرساء نموذج للحوكمة الرشيدة والمُمارسات التجارية الأخلاقية. وأما فيما يتعلق بالسلامة المهنية، فقد حصلت اللجنة العليا على جائزة التميز في السلامة المهنية لعام 2020 المُقدمة من وزارة البلدية والبيئة، وسجل استاد الثمامة المونديالي 20 مليون ساعة عمل آمنة في إنجاز يدل على مدى التزام اللجنة العليا في مشاريعها بكافة الإجراءات التي تضمن سلامة العمّال.

وقامت وزارة البلدية والبيئة مُمثلة بإدارة الرصد والمُختبر البيئي التابع لقطاع شؤون البيئة، بنقل المحطة المتنقلة المُخصصة لرصد جودة الهواء امحيط إلى استاد الريان الدولي، استعدادًا للمباراة النهائية لبطولة كأس سمو الأمير المفدى 2020 لكرة القدم التي تجمع السد مع العربي الجمعة المقبل. وقام فريق فني من الإدارة بالتنسيق مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث لدراسة الأماكن المُتاحة واختيار موقع مناسب لرصد جودة الهواء وفق المعايير العالمية، وقد تزامن هذا الحدث مع تدشين استاد الريان الدولي.

وتعد دولة قطر من أوائل الدول التي أولت اهتمامًا كبيرًا في الحفاظ على البيئة واستدامتها بشكل عام وبرصد وقياس جودة الهواء بشكل خاص من خلال مشاريع الإستراتيجية الوطنية الثانية لدولة قطر، والتي تضمّنت إدارة جودة الهواء من خلال شبكة وطنية وضمان المُحافظة على جودة الهواء في الدولة وضمن المناطق المحيطة بالملاعب ومناطق الأنشطة الرياضية.

وتعكس هذه الجهود اهتمام الدولة الكبير بضمان جودة الهواء وفق أعلى المعايير العالمية، ودور ذلك في توعية الجمهور بأهمية الحفاظ على بيئة الدولة واستدامتها وتحسين جودة الهواء المحيط وكتجربة حية استعدادًا لكأس العالم 2022.

 


التعليقات

إضافة تعليق