معايير الاستدامة في مونديال قطر 2022 ستغيّر ملامح البطولات الكبرى في المستقبل

اللجنة العليا للمشاريع والإرث
2021-07-13 | منذ 3 سنة

المهندسة بدور المير

الدوحة، 13 يوليو 2021 - أكدت المهندسة بدور المير، مديرة الاستدامة والبيئة في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، أن معايير الاستدامة العالمية التي تطبقها اللجنة العليا استعداداً لبطولة كأس العالم لكرة القدم فيفا /قطر 2022/ ستغيّر أسلوب التفكير والتخطيط للبطولات الرياضية الكبرى وطريقة تنظيمها في المستقبل.

وقالت المهندسة المير في تصريحات صحفية بمناسبة انطلاق العد التنازلي للـ500 يوم الأخيرة على انطلاق صافرة بطولة كأس العالم إن اللجنة العليا وضعت استراتيجية مفصلة للاستدامة بالتعاون مع الاتحاد الدولي لكرة القدم الـ/فيفا/، وهي المرة الأولى التي يتعاون فيها الـ/فيفا/ مع الدولة المضيفة لكأس العالم لضمان تحقيق الاستدامة أثناء تنفيذ وتشغيل استادات البطولة.

وأشارت إلى أن استراتيجية الاستدامة اشتملت على خطط تضمن حصول جميع الاستادات على شهادة المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة /جي ساس/ من فئة 4 نجوم كحد أدنى في ثلاث فئات هي التصميم والبناء وإدارة المنشآت، وأوضحت أن جميع الاستادات التي جرى الإعلان عن جاهزيتها نجحت في تحقيق هذا الهدف، بل وتخطى استاد المدينة التعليمية ذلكَ بحصوله على شهادة /جي ساس/ من فئة الخمس نجوم، وهو أعلى تصنيف تمنحه المنظمة.

وسلَّطت الضوء على عدد من جوانب الاستدامة البيئية التي تتمتع بها الاستادات ومنها ترشيد الطاقة، حيث بينت أن جميع الاستادات تستهلك طاقة بنسبة أقل بـ30-40 بالمئة مقارنة بالمباني التقليدية بفضل العزل الحراري السميك واستخدام تقنية /إل إي دي/ في الإضاءة والأنظمة المتطورة للتحكم في المباني وغيرها من أنظمة ترشيد الطاقة عالية الكفاءة.

كما تحدثت مديرة الاستدامة والبيئة في اللجنة العليا للمشاريع عن الانبعاثات الكربونية باعتبارها تحتل أولوية قصوى في استراتيجية الاستدامة البيئية، مشيرة إلى أن اللجنة العليا للمشاريع والإرث تخطط للاعتماد على الطاقة الشمسية في تشغيل كافة استادات البطولة من خلال محطة للطاقة الشمسية بقدرة 800 ميجاوات، حيث ستوفر هذه المحطة طاقة نظيفة خلال البطولة وبعد انتهائها، هذا إلى جانب الاعتماد بشكل كبير على منظومة النقل العام خلال البطولة التي ستتكون بشكل أساسي من شبكة المترو وأسطول من الحافلات والسيارات الكهربائية.

وعن الجهود المبذولة في مجال إعادة التدوير والحد من المخلَّفات، أوضحت أن ما يزيد عن 80 بالمئة من النفايات والمواد الناتجة عن عمليات البناء يجري إعادة تدويرها، وتصل هذه النسبة في بعض الاستادات إلى 90 بالمائة، كما أكدت على اهتمام اللجنة بضمان التخلص الآمن والمناسب من باقي النفايات لضمان عدم تأثيرها على البيئة المحيطة.

ولفتت المهندسة المير إلى أن استراتيجية الاستدامة كان لها دور كبير في تغيير تصاميم بعض الاستادات ومنها استاد البيت الذي كان مقرراً لسقفه أن يكونَ باللون الأسود بحسب التصميم الأولىّ ثم تغيّر إلى اللون الأبيض ليصبح أقل امتصاصاً للحرارة وأقل استهلاكاً للطاقة المستخدمة في تبريد الملعب، هذا إلى جانب تصميم واجهات استاد المدينة التعليمية بزوايا معينة تقلِّل من امتصاص الحرارة.

وضربت مثالاً باستاد راس أبو عبود باعتباره نموذجاً مبتكراً يختصر كثيراً من مفاهيم الاستدامة التي تطبقها اللجنة العليا للمشاريع وأشارت إلى التعامل مع بعض التحديات التي اشتمل عليها الموقع قبل إنشاء الاستاد ومنها تلوث جزء من تربة الموقع بسبب استخدامها قديماً كمحطة لتزويد المراكب بالوقود، هذا إلى جانب وجود أشجار في الموقع، ومبان قديمة.. مبينة أنه جرى معالجة التربة وإعادة تأهيلها، ونقل الأشجار إلى مشتل اللجنة العليا ويجرى الآن زراعتها في محيط استادات كأس العالم الأخرى، وتم الحفاظ على عدد من المباني القديمة لقيمتها التراثية.

وقالت مديرة الاستدامة والبيئة في اللجنة العليا للمشاريع والإرث في ختام تصريحاتها إن الاستاد استُخدِمت في بنائه حاويات الشحن المعاد تدويرها احتفاء بالقيمة التراثية لموقع الاستاد بالقرب من الميناء القديم وكذلك للحد من الانبعاث الكربوني الناجم عن عمليات البناء، مشيرة أن طريقة بناء استاد راس أبو عبود بالاعتماد على التجهيز والتصنيع المسبق ستساهم في تقليل الأثر البيئي لعمليات البناء، وتجعل تفكيكه بعد البطولة للاستفادة منه في تطوير مشاريع أخرى في قطر وخارجها أمرا سهلا، وستسرع وتيرة الإنجاز، وتخفض التكلفة مقارنة بطرق البناء التقليدية، وهو ما قد يلهم أصحاب المشروعات في الدولة وربما في المنطقة بالكامل للاعتماد بشكل أكبر على مواد البناء سابقة التجهيز.


التعليقات

إضافة تعليق