الدوحة، 13 نوفمبر 2022 -بعزيمة وروح أبنائه وإصرارهم على كتابة التاريخ، يدشن المنتخب القطري مشواره المونديالي الأول، بمواجهة منتخبات قوية في بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، على رأسها منتخب هولندا صاحب التاريخ الكبير، والإكوادور القوة الناشئة في قارة أمريكا الجنوبية، والسنغال بطلة القارة الإفريقية.
ورغم عدم تأهل قطر لأي نسخة من بطولات كأس العالم في تاريخها، فإنها تبقى بطلة آسيا، والمنتخب المتميز في القارة الصفراء الذي يسير على استراتيجية ناجحة وتخطيط سليم أمام مرأى من العالم، الأمر الذي ينم عن احترافية في تطوير كرة القدم ساهمت فيها أكاديمية التفوق الرياضي "أسباير".
طموح التأهل للدور الثاني دائماً يصاحب الدول المستضيفة للمونديال، خاصة إن كانت من خارج القوى الكروية الكبرى، وفي حالة قطر فإن منتخبها يملك عاملاً لا يملكه منتخب آخر في مجموعته، وهو النشأة الصحيحة على علوم كرة القدم، فضلاً عن أن غالبية عناصره تعمل في انسجام تام مع بعضها البعض منذ 10 سنوات، هذا الانسجام التام بين اللاعبين جعل منهم منتخباً صلباً تحدى الصعاب في سن الشباب ليتوج بكأس آسيا عام 2015 في ميانمار، ومن ثم التأهل إلى كأس العالم للشباب في نيوزيلندا.
وتأكيداً لامتداد العمل المؤسسي والتكوين الرياضي على المنهج الصحيح، واصل هذا المنتخب القطري بغالبية عناصره، ليأخذ فرصة الترقي في المستوى، حيث نافس على التأهل لأولمبياد ريودي جانيرو بالبرازيل 2016، غير أنه خسر فرصته أمام نظيره العراقي.
ولم يتوقف الطموح القطري عند المنتخب الشاب الذي تنتهي مسيرته بانتهاء بطولاته السنية على نحو ما يحدث في العديد من الدول، حيث منح الثقة للمشاركة في البطولة الآسيوية تحت 23 سنة، وأحرز المركز الثالث في إنجاز يؤكد صحة مساره.
وبذات الرؤية الفنية التي تقف عليها عقول قطرية متفردة في التخطيط والإعداد، تم تصعيد المدرب الإسباني فليكيس سانشيز الذي أشرف على اللاعبين في سن الناشئين والشباب، لينتقل معهم ويتولى قيادة المنتخب الأول، الأمر الذي أسفر عن تطور أداء اللاعبين في العديد من الاستحقاقات الإقليمية والدولية، حتى كان النجاح في حصد لقب بطولة كأس آسيا 2019، وسط أداء مميز وطموح غير محدود وإرادة صلبة في تحقيق الانتصارات.
ويملك المنتخب القطري القدرة على تحقيق المفاجآت في المونديال، مثلما صنعها في نهائيات كأس آسيا 2019، وانطلق بها في نفس العام للمشاركة في بطولة كوبا أمريكا التي تعتبر معقل أبطال كأس العالم، فخاض التجربة وأذهل العالم بمستويات وقدرات مميزة.
وبينما يتحدث العالم بإعجاب عن منتخب قطري مشرف لكل العرب، جاءت مشاركة المنتخب القطري في التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم FIFA قطر 2022 مع منتخبات أوروبية قوية، هي: البرتغال، وإيرلندا، وصربيا، ولوكسمبورغ، وأذربيجان، ليخرج من هذه التجربة بمكاسب فنية كبيرة.
وأعاد المنتخب القطري تميزه في أن يكون أول منتخب عربي يشارك في بطولة الكأس الذهبية التي ينظمها اتحاد دول أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي المعروف بالكونكاكاف.
وصال لاعبو قطر وجالوا في البطولة مقدمين أروع المستويات والأهداف وكادوا يعانقون الكأس الذهبية لكنهم خرجوا برأس مرفوعة من الدور نصف النهائي، وكانوا أبطالاً في نظر كل من يعرف كرة القدم ويحترم الطموح والإرادة.