حلقة نقاشية حول الهجمة الإعلامية الغربية على تنظيم قطر لكأس العالم FIFA قطر 2022

متابعات
2022-12-13 | منذ 1 سنة

حلقة نقاشية

الدوحة، 13 ديسمبر 2022 - أكد عدد من خبراء وقادة الإعلام وأساتذة الجامعات والأكاديميين، خلال الحلقة النقاشية التي نظمها المركز القطري للصحافة بالتعاون مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/ حول الهجمة الغربية المسلطة على دولة قطر وباقي الدول العربية، تزامنا مع استضافة قطر لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، أن كأس العالم في قطر، غيرت الصورة الذهنية النمطية لدى الغرب عن المنطقة، خاصة الخليجية منها، وعن إنسانها وحضارتها وثقافتها.

شارك في الحلقة النقاشية وحضرها حشد من الخبراء والأكاديميين المعنيين، وعدد من رؤساء تحرير الصحف القطرية والصحفيين والإعلاميين والمهتمين، وبعض زوار وضيوف المونديال، الذين انتقدوا وفندوا في الوقت نفسه الهجمة الغربية الموجهة ضد دولة قطر وباقي الدول العربية، وما تقدمه من صور مسيئة ومشوهة، تنم عن الجهل بالواقع، وتفتقر إلى المهنية والحيادية، مشددين على أن إرث هذه البطولة بعد معايشة أحداثها والفعاليات المصاحبة لها، وخاصة لدى من يهاجمون قطر بدعاوى ومغالطات كاذبة لا أساس ولا مبرر لها، سيبقى طويلا في الذاكرة.

ونبهوا إلى أن هذه الحملات المغرضة هدفت، منذ أن فازت قطر عن جدارة باستضافة المونديال عام 2010، إلى سحبه من الدوحة، لكنها زادت شراسة واشتدت في السنوات الأخيرة وقبل انطلاق المونديال بهدف إفشاله، لافتين إلى أن تلك الحملات قد تجاهلت عن قصد الإنجازات القطرية الكبيرة في مجالات سوق العمل، وحقوق الإنسان والعمالة الوافدة والمرأة، وحتى ذوي الاحتياجات الخاصة، وركزت على أمور لا تمت بصلة إلى ثقافة المنطقة وحضارتها.

وعزوا دوافع ومنطلقات هذه الهجمة الغربية على البطولة إلى الشعور الغربي بالتفوق والمركزية، فضلا عن الإرث الاستشراقي الذي يقدم صورة مشوهة عن المنطقة، مؤكدين أنهما من محركات هذه الهجمات، بجانب العقلية الغربية الساعية دوما إلى الهيمنة، وفرض الثقافة، وازدراء حضارة وثقافة الغير، وقالوا: إن المسألة لا تتعلق بالجغرافيا بل بصراع أفكار، وبماذا نؤمن وعلى أي شيء نختلف، ودعوا إلى تعدد الثقافات القائمة على الاحترام المتبادل، والنأي عن محاولة فرض أي منها على المجتمعات الأخرى.

ولفتوا إلى أن من رسائل مونديال قطر المهمة هي التعارف والمحبة بغض النظر عن أي اختلافات، خاصة أنه يفترض أن تكون الرياضة وسيلة تجمع وتقرب بين الشعوب والمسافات، وقالوا: إن كل ما صاحب المونديال من أجواء مثالية وكرم ضيافة وترحاب وأمن وأمان، قد غير الكثير من الأفكار والانطباعات الخاطئة المسبقة لدى الزوار والمشجعين من الدول الغربية بما فيهم النساء.

ووصف المتحدثون الهجمة الإعلامية ضد قطر والمونديال بغير الحيادية والمشوهة لكل ما هو عربي وإسلامي، ما يستوجب على الدول العربية ومؤسساتها الإعلامية إعادة صياغة العمل الإعلامي لمواجهة هذه الحملة الشرسة، سيما أنها تمتلك الوسائل كافة لتحقيق ذلك.

فمن جانبه، وصف سعادة السيد سعد بن محمد الرميحي، مدير المركز القطري للصحافة، مونديال قطر بأنه حدث رياضي عالمي فريد، قد لا يتكرر مرة أخرى في منطقة الشرق الأوسط، خاصة أن هناك محاولات لاستضافته جرت في السابق ولم يكتب لها النجاح والتوفيق.

وأوضح سعادته، في كلمته التي افتتح بها الحلقة النقاشية، أنها تتزامن مع احتضان قطر للمونديال، الذي وفرت له الدولة كل مقومات نجاحه، مؤكدا أن من حق شعوب المنطقة والعالم أن تفرح به، مبينا أن كرة القدم ليست ملكا أو حكرا لقارة بعينها دون سواها، بل إنها للجميع "وكما قيل إنها لعبة الفقراء" والواجهة الحقيقية للتنافس، مشيرا إلى أن أكثر من مليار شخص حول العالم يتابعون مونديال قطر.

ولفت الرميحي إلى أن المركز القطري للصحافة ووكالة الأنباء القطرية /قنا/ أرادا بتنظيمهما هذه الفعالية النقاشية تبيان الحقيقة بشأن كل ما يثار ويتم الترويج له من حملات وادعاءات باطلة طالت دولة قطر والشباب العربي، وسعت إلى بخس حقه في تنظيم هذا المونديال.

وعبر عن الشكر لسعادة السيد أحمد بن سعيد الرميحي، المدير العام لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، على جهوده ومساهمته الفاعلة في عقد هذه الحلقة، ما ترك بصمة واضحة من حيث خروجها بهذه الصورة الرائعة والمفيدة. وقال: إن مبادرات أخرى ستتبعها مستقبلا، وإنه إذا سنحت الفرصة سيتم خلالها استضافة بعض المعنيين من الصحفيين العرب والأجانب للتعرف على آرائهم بعد معايشتهم للمونديال.

من جهته، قال سعادة السيد أحمد بن سعيد بن جبر الرميحي المدير العام لوكالة الأنباء القطرية /قنا/: "إن هذه الحلقة النقاشية هي باكورة التعاون مع المركز القطري للصحافة، إحدى المؤسسات القطرية الواعدة في الحقل الإعلامي، ونحن سعداء بهذا التعاون، وحريصون على أن يستمر مستقبلا من خلال عقد الندوات والمؤتمرات والحلقات النقاشية، وغيرها من الأنشطة والفعاليات المشتركة التي تخدم العمل الإعلامي في الدولة".

وأضاف أن هذا التعاون بين وكالة الأنباء القطرية والمركز القطري للصحافة في عقد هذه الحلقة التي تناقش الحملات الغربية المضللة والكاذبة على كأس العالم في قطر، يأتي انطلاقا من مسؤوليتنا الوطنية والمهنية في مواجهة هذه الهجمة، وكشف زيفها، وتسليط الضوء على الدوافع والأسباب الحقيقية لها.

وأشار إلى أن دولة قطر نجحت في مواجهة هذا الزيف من خلال العمل الدؤوب على مدى 12 عاما لتقدم للعالم أفضل نسخة من كأس العالم، ولترغم بعض الأقلام التي شككت في هذه الاستضافة ونجاحها، أن تعود إلى الرشد وتعترف بأن مونديال قطر هو الأفضل على الإطلاق حتى الآن.

وأشاد سعادة المدير العام لوكالة الأنباء القطرية بما قدمه المشاركون في الحلقة النقاشية من رؤى تحليلية لدوافع وأسباب الهجمة الغربية على دولة قطر، وعلى كل ما هو عربي وإسلامي، وما طرحوه من أفكار بشأن سبل مواجهتها، وغيرها من الهجمات العنصرية التي تستهدف الدول العربية.

وأعرب عن خالص الشكر لسعادة السيد سعد بن محمد الرميحي، مدير المركز القطري للصحافة، لجهوده وحسه الوطني ومبادرته الطيبة بعقد هذه الفعالية النقاشية المهمة مع وكالة الأنباء القطرية، في مستهل تعاون سيكون إيجابيا ومثمرا في خدمة الوطن والدفاع عن مكتسباته، والتصدي الجاد بالحجة والمنطق لكل من يستهدفه.

إلى ذلك أشار الدكتور طارق محمد يوسف، مدير مجلس الشرق الأوسط للشؤون العالمية، إلى أنه منذ انطلاق المونديال انخفضت الأصوات التي كانت تنتقد قطر واحتضانها لهذا الحدث الرياضي العالمي، بعد رؤيتها ومعايشتها للواقع على الأرض.

وقال: "عندما انطلقت صافرة أول مباراة وتابع العالم عملية إخراج حفل الافتتاح المميز للبطولة، تلاشت مع الوقت الحملات الموجهة ضد قطر"، مشيرا إلى أن هذا النمط من الحملات الإعلامية السلبية تكرر من قبل في أكثر من بلد ولأكثر من حدث كبير على مستوى العالم، كما كان الحال في دورة الألعاب الأولمبية بالصين، وكذا قبل انطلاق مونديال روسيا عام 2018، غير أنه قال: إن هذه الحملات قلت حدتها مع الوقت بعد أن فرضت النجاحات نفسها.

ولفت الدكتور يوسف إلى أن كل ذلك لا يعني أن ما واجهته دولة قطر كان شيئا تقليديا واعتياديا، ورأى أن ما يميز الحملات الإعلامية ضد قطر في الأشهر الأخيرة قبل انطلاق البطولة هو حدتها وشراستها عما سبقها، وتركيزها على جوانب تتجاوز ما هو مطلوب من قطر، وما تعهدت بالقيام به في إطار سياساتها وبرامجها وخططها التنموية، وكل ما له علاقة بذلك، وهو ما يفرض على الجميع ومنطقيا التساؤل عن الغرض من رواء هذه الحملات، وما إذا كانت تتعلق بالمخزون التاريخي للصورة النمطية لدى الغرب عن الدول العربية، والعلاقة بالمكونات الثقافية والحضارة والأجندة المطروحة حاليا، أو بما أسماه "حروبا ثقافية" تدور في أجزاء كثيرة من العالم، وخصوصا في العالم الغربي وتحديدا في بعض دوله.

وتابع: "هناك صراع ثقافي في هذه الدول حول مواضيع تتعلق بالنوع الاجتماعي، ودور المرأة والعمالة، تم تصديرها وبلورتها من أجل التركيز على هذه البطولة وكل ما يمسها"، وطرح يوسف جملة من الأسئلة عن سبب إثارة هذه المواضيع، وبهذه الصورة من الشراسة وفي هذا التوقيت بالذات، ودعا إلى العمل لمعرفة كل هذه الأمور، وأسبابها، بعيدا عن تفسيرات لها صلة بنظرية معينة، حتى لا تتكرر في بطولات أخرى خلال الفترة المقبلة.

وأعرب عن خشيته من أن يكون الجميع قد دخل في عالم جديد كثير التغيرات والاختلافات والتجاذبات، وتتم مواجهتها والشعور بها يوميا وفي مواضيع غاية في الحساسية، تمس القيم والعادات والثقافات والحضارة وأساسيات أخرى.

ورأى ضرورة عدم التقليل من هذه الفرضيات؛ لأن العالم الغربي -حسب قوله- يمر بتحديات داخلية وتجاذبات اجتماعية، يسميها البعض حروبا ثقافية قد تمزق مجتمعاته سياسيا وثقافيا، وتدفع بها لنماذج من الحوكمة، ونماذج من التحديات القانونية لم ترها منذ وقت بعيد.

من جهته، قال سعادة السيد أحمد بن سعيد بن جبر الرميحي المدير العام لوكالة الأنباء القطرية /قنا/: "إن هذه الحلقة النقاشية هي باكورة التعاون مع المركز القطري للصحافة، إحدى المؤسسات القطرية الواعدة في الحقل الإعلامي، ونحن سعداء بهذا التعاون، وحريصون على أن يستمر مستقبلا من خلال عقد الندوات والمؤتمرات والحلقات النقاشية، وغيرها من الأنشطة والفعاليات المشتركة التي تخدم العمل الإعلامي في الدولة".

وأضاف أن هذا التعاون بين وكالة الأنباء القطرية والمركز القطري للصحافة في عقد هذه الحلقة التي تناقش الحملات الغربية المضللة والكاذبة على كأس العالم في قطر، يأتي انطلاقا من مسؤوليتنا الوطنية والمهنية في مواجهة هذه الهجمة، وكشف زيفها، وتسليط الضوء على الدوافع والأسباب الحقيقية لها.

وأشار إلى أن دولة قطر نجحت في مواجهة هذا الزيف من خلال العمل الدؤوب على مدى 12 عاما لتقدم للعالم أفضل نسخة من كأس العالم، ولترغم بعض الأقلام التي شككت في هذه الاستضافة ونجاحها، أن تعود إلى الرشد وتعترف بأن مونديال قطر هو الأفضل على الإطلاق حتى الآن.

وأشاد سعادة المدير العام لوكالة الأنباء القطرية بما قدمه المشاركون في الحلقة النقاشية من رؤى تحليلية لدوافع وأسباب الهجمة الغربية على دولة قطر، وعلى كل ما هو عربي وإسلامي، وما طرحوه من أفكار بشأن سبل مواجهتها، وغيرها من الهجمات العنصرية التي تستهدف الدول العربية.

وأعرب عن خالص الشكر لسعادة السيد سعد بن محمد الرميحي، مدير المركز القطري للصحافة، لجهوده وحسه الوطني ومبادرته الطيبة بعقد هذه الفعالية النقاشية المهمة مع وكالة الأنباء القطرية، في مستهل تعاون سيكون إيجابيا ومثمرا في خدمة الوطن والدفاع عن مكتسباته، والتصدي الجاد بالحجة والمنطق لكل من يستهدفه.

إلى ذلك أشار الدكتور طارق محمد يوسف، مدير مجلس الشرق الأوسط للشؤون العالمية، إلى أنه منذ انطلاق المونديال انخفضت الأصوات التي كانت تنتقد قطر واحتضانها لهذا الحدث الرياضي العالمي، بعد رؤيتها ومعايشتها للواقع على الأرض.

وقال: "عندما انطلقت صافرة أول مباراة وتابع العالم عملية إخراج حفل الافتتاح المميز للبطولة، تلاشت مع الوقت الحملات الموجهة ضد قطر"، مشيرا إلى أن هذا النمط من الحملات الإعلامية السلبية تكرر من قبل في أكثر من بلد ولأكثر من حدث كبير على مستوى العالم، كما كان الحال في دورة الألعاب الأولمبية بالصين، وكذا قبل انطلاق مونديال روسيا عام 2018، غير أنه قال: إن هذه الحملات قلت حدتها مع الوقت بعد أن فرضت النجاحات نفسها.

ولفت الدكتور يوسف إلى أن كل ذلك لا يعني أن ما واجهته دولة قطر كان شيئا تقليديا واعتياديا، ورأى أن ما يميز الحملات الإعلامية ضد قطر في الأشهر الأخيرة قبل انطلاق البطولة هو حدتها وشراستها عما سبقها، وتركيزها على جوانب تتجاوز ما هو مطلوب من قطر، وما تعهدت بالقيام به في إطار سياساتها وبرامجها وخططها التنموية، وكل ما له علاقة بذلك، وهو ما يفرض على الجميع ومنطقيا التساؤل عن الغرض من رواء هذه الحملات، وما إذا كانت تتعلق بالمخزون التاريخي للصورة النمطية لدى الغرب عن الدول العربية، والعلاقة بالمكونات الثقافية والحضارة والأجندة المطروحة حاليا، أو بما أسماه "حروبا ثقافية" تدور في أجزاء كثيرة من العالم، وخصوصا في العالم الغربي وتحديدا في بعض دوله.

وتابع: "هناك صراع ثقافي في هذه الدول حول مواضيع تتعلق بالنوع الاجتماعي، ودور المرأة والعمالة، تم تصديرها وبلورتها من أجل التركيز على هذه البطولة وكل ما يمسها"، وطرح يوسف جملة من الأسئلة عن سبب إثارة هذه المواضيع، وبهذه الصورة من الشراسة وفي هذا التوقيت بالذات، ودعا إلى العمل لمعرفة كل هذه الأمور، وأسبابها، بعيدا عن تفسيرات لها صلة بنظرية معينة، حتى لا تتكرر في بطولات أخرى خلال الفترة المقبلة.

وأعرب عن خشيته من أن يكون الجميع قد دخل في عالم جديد كثير التغيرات والاختلافات والتجاذبات، وتتم مواجهتها والشعور بها يوميا وفي مواضيع غاية في الحساسية، تمس القيم والعادات والثقافات والحضارة وأساسيات أخرى.

ورأى ضرورة عدم التقليل من هذه الفرضيات؛ لأن العالم الغربي -حسب قوله- يمر بتحديات داخلية وتجاذبات اجتماعية، يسميها البعض حروبا ثقافية قد تمزق مجتمعاته سياسيا وثقافيا، وتدفع بها لنماذج من الحوكمة، ونماذج من التحديات القانونية لم ترها منذ وقت بعيد.

ونوه الدكتور طارق محمد يوسف مدير مجلس الشرق الأوسط للشؤون العالمية، خلال الحلقة النقاشية التي نظمها المركز القطري للصحافة بالتعاون مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/ حول الهجمة الغربية المسلطة على دولة قطر وباقي الدول العربية، تزامنا مع استضافة قطر لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، إلى أن الحملة الإعلامية التي واجهتها قطر هي في الحقيقة إنذار لما قد يحدث في العالم، وبما يمكن للدول العربية أن تواجهه من تحديات على الصعد كافة في الفترة القريبة المقبلة.

وقال: "نحن على أعتاب حرب ثقافية من نوع جديد في الفترة المقبلة، ظهرت بوادرها بعد استحقاق قطر استضافة المونديال.. فوجدنا أنفسنا في مواجهة مجموعة من المواضيع اعتقدنا أنها بعيدة عن واقعنا ولا تصطدم بتراثنا، أو أنها لا تمت لحضارتنا بصلة".

وتساءل الدكتور يوسف عن موقف الدول العربية والمنطقة من الجزء المتعلق بالتغطية الإعلامية السلبية والشرسة التي واجهتها قطر في استضافتها للبطولة ولما بعدها، وقال: "أعتقد أنه ليس لدينا موقف واضح على مستوى الدول أو الحكومات أو الجهات التشريعية، أو حتى على مستوى المثقفين والمتابعين بصفة عامة".

وذكر أنه عندما فازت قطر باستحقاق استضافة المونديال عام 2010، كان الموضوع المطروح آنذاك على مستوى المنظمات الحقوقية يتعلق بحقوق العمالة، وشدد على أن قطر حققت إنجازات وقطعت شوطا كبيرا في هذا الأمر بشهادة الجميع في الداخل والخارج، بما في ذلك المؤسسات الدولية المعنية.

ونبه إلى أن كل هذه الأمور والإنجازات التي جعلت قطر دولة رائدة في مجال حقوق العمالة الوافدة، لم تنل حقها من التغطية الإعلامية، ما يعني -وللأسف- تجاوز هذا الأمر، وطرح مواضيع جديدة لتفرض نفسها على العالم كله، مبينا أن مونديال قطر قد يبدو إحدى حلقات الصراع الأولى في هذا الخصوص.

وتطرق الدكتور طارق محمد يوسف مدير مجلس الشرق الأوسط للشئون العالمية في سياق متصل الى الفروقات الثقافية بين مجتمعات دول أوروبا الشرقية والغربية، وإلى ما تواجهه الصين وروسيا من حملات اعلامية شرسة، ما يؤشر إلى أن الجميع الان على أبواب صراع ثقافي حضاري جديد يمس ملفات في غاية الحساسية، ترتبط بقيم أساسية للمجتمعات وموروثها الحضاري والديني، "ما يحتم علينا الانتباه والاستفاقة وأخذ زمام المبادرة والتعامل مع هذه الأمور بسياسات ناجعة، تحافظ على قيمنا ومجتمعاتنا وتدعم استقرارنا كدول، وكذلك التعامل معها بجدية وندية ورحابة صدر وشجاعة، وبطرح ثقافي وحضاري وإنساني".

ومضى الى القول بإن ما تتعرض له كل من الصين وروسيا من حملات اعلامية ودبلوماسية أمر مفهوم، غير أنه استغرب الحملة الشرسة التي تتعرض لها قطر كونها من أصدقاء وحلفاء الغرب، واصفا إياها بـ" المفارقة". وتساءل عن الغرب وموقفه من هذه الحملات التي يتعرض لها أحد حلفائه، ورأى أن لا أحد سيتخلى عن الآخر رغم كل ذلك، ولكن سيصبح هناك تنوعا في الكثير من العلاقات، وإعادة تشكل النظام الدولي الجديد.

ونوه مدير مجلس الشرق الأوسط للشؤون العالمية إلى أن الكثير من الزوار والمشجعين من الدول الغربية قد تعرفوا عن كثب على العادات والتقاليد والموروث القطري والخليجي والعربي، ومن ذلك ارتداؤهم الزي القطري والخليجي أثناء المباريات على ألوان قمصان منتخباتهم، فضلا عن اقتناء الكثير من الأشياء التي تمثل رموزا ثقافية للدول العربية، ما يعد من المفاجآت الطيبة.. مضيفا أن ذلك إن تم البناء عليه يعد جانبا مهما من إرث المونديال، وإن المرحلة المقبلة ستشهد الكثير من النتائج وردود الأفعال الإيجابية، وحتى غير المتوقعة ذات الصلة.

وبين الدكتور يوسف أن العالم الآن في حالة سيولة جيوسياسية واقتصادية، وأنه يتشكل حاليا، وفيه تنوع يغطي المجالات كافة، وتوازن بين القوى المختلفة، وتشابك وتعاون بين دول تبدو متناقضة في مصالحها، لكنها تعمل على إعادة طرح علاقاتها والدخول في برامج وخطط تقرب وجهات النظر في هذا الإطار الدولي الواسع. وقال: إن ما لمسناه خلال المونديال من استلطاف وتقارب ورغبة في التعارف يتجاوز الحدود التقليدية، ما يعني أن هذا الأمر سيتوسع مستقبلا ليأخذ صُعدا وأشكالا مختلفة، مؤكدا أن مونديال قطر فتح المجال للتفكير من جديد في تجاوز الجغرافية التقليدية، وأنه سيترك الكثير من الإرث الذي سيبقى طويلا مستقبلا مع الجميع.

بدوره لفت الدكتور خالد الحروب، كاتب وأكاديمي ومحاضر في كلية الفنون الحرة، بشأن سياسات المعاصر والدراسات الإعلامية العربية في جامعة نورث وسترن في قطر، إلى دوافع ومنطلقات هذه الهجمة الغربية على كأس العالم FIFA قطر 2022، ورأى أن الشعور الغربي بالتفوق والمركزية، فضلا عن الإرث الاستشراقي الذي يقدم صورة مشوهة عن المنطقة، هما من محركات هذه الهجمات.

وقال الدكتور خالد الحروب، خلال الحلقة النقاشية التي نظمها المركز القطري للصحافة بالتعاون مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/ حول الهجمة الغربية المسلطة على دولة قطر وباقي الدول العربية، تزامنا مع استضافة قطر لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022،: إن كأس العالم في قطر كشف عن عمق تلك المركزية الغربية وترسخ العنصرية، مع تغذيتها بالفكر الاستشراقي الكلاسيكي والجديد، الذي يقف خلف الكثير من التصورات النمطية الغربية المشوهة عن المنطقة العربية.. مضيفا أن وسائل الإعلام الغربية عززت تلك الصور النمطية السلبية عن الشرق، وكشفت مدى عمق العنصرية الغربية ضد الآخر.

كما أشار إلى أن هذه المركزية الغربية ولدت شعورا لدى البعض في الغرب بأحقيتهم في تنظيم الفعاليات الكبرى، مثل كأس العالم، وأن هذا الحق لا يمكن أن يمنح لأي دولة أخرى خارج المنظومة الغربية، في تجاهل تام لطبيعة هذه الفعالية الرياضية التي يطلق عليها "كأس العالم".

ودافع الدكتور الحروب في مداخلته عن عالمية كأس العالم.. وقال: "هذا الحدث الرياضي الكروي اسمه كأس العالم، وليس كأس الغرب، ومن حق أي دولة أن تنظمه بالطريقة التي تعكس ثقافتها وتقاليدها وهويتها، وأن تطبعه بطابعها الثقافي الخاص، كما حصل في نسخ سابقة في كوريا واليابان، وفي روسيا، والبرازيل، وغيرها من الدول التي استضافت المونديال".

ونبه إلى أن الغرب هم جزء من هذا العالم "فالغرب يشكل نحو 8 في المئة من سكان العالم فقط، وليسوا كل العالم، وعليه.. لا يحق لهم فرض ثقافتهم ورؤيتهم على شعوب العالم الأخرى، وإذا أرادوا كأس العالم أن تكون بطابع غربي بحت فلتكن (كأس الغرب المتنقل في العالم)، وليس كأس العالم".

وأعاد الدكتور خالد الحروب التأكيد على دور الاستشراق الكلاسيكي والجديد في تغذية هذه العنصرية الغربية، والتي تقف وراء الهجمات على كأس العالم في قطر.. ورأى أن الاستشراق القديم مستمر ويتجدد ويقف وراء التصورات الغربية التي تنقلها لنا وسائل الإعلام الغربية باستمرار فيما يتعلق بتغطيتها للشرق.. داعيا الدول الغربية إلى أن تتطهر من هذه الإرث الاستشراقي الذي لا يقبل الآخر كما هو بهويته وثقافته.

وأوضح أن النظرة الغربية للشرق وللمنطقة العربية تحديدا تجلت كذلك في الكثير من أفلام هوليود، التي لطالما نقلت وعلى مدى عقود من الزمن صورة مشوهة عن العربي، وقدمته كشخصية متخلفة ومغامرة وإرهابية وغيرها من الصور السلبية.. وقال: "لقد كرست هذه الأفلام صورة بالغة النمطية والسلبية عن العربي والمسلم في العقلية الغربية وغير الغربية".

ونبه إلى أن الخطورة في مثل هذه التصورات والصور النمطية عن الشعوب الأخرى والتي تترسخ عبر سنوات تهيئ للسياسيين في الغرب مناخا مناسبا لاتخاذ قرارات وإجراءات ظالمة بحق هذه الشعوب باعتبارها همجية ومتوحشة.. مشيرا إلى أن هذا ما حدث خلال الحروب التي شنت على دول في المنطقة، والتي تقبلها الرأي العالم الغربي باعتبار أن هذه الشعوب متوحشة.

كما أشار، في سياق متصل، إلى أن الدعم الغربي لإسرائيل التي تحتل فلسطين يأتي أيضا في سياق هذه التصورات التي ترسخت خلال سنوات طويلة، حيث يرى غربيون أن إسرائيل تعيش في منطقة متوحشة وتستحق كل الدعم الغربي.

ومع تأكيده على خطورة هذه التصورات الغربية في إذكاء الصراعات الثقافية؛ غير أنه نبه إلى أنه لا يمكن أن نعمم هذه القراءة للمواقف على الغرب بأكمله.. مبينا أن هناك معتدلين ومدافعين في الغرب عن التنوع الثقافي، ومنهم من أكد أحقية دولة قطر في استضافة كأس العالم.

وأكد الدكتور خالد الحروب على أهمية الترويج للتعددية الثقافية في العالم، والتي تقوم على الاحترام المتبادل، ورفض كل محاولات الهيمنة الثقافية على العالم، وفرض قيم معينة على شعوب العالم المختلفة.. لافتا إلى أن كأس العالم في قطر أعاد التأكيد على قضية التعددية الثقافية، بل وأبرز بشكل رائع هذا التنوع الثقافي.

وأبرز الدكتور الحروب، في هذا السياق، الرسائل التي حاولت دولة قطر توجيهها للعالم في حفل افتتاح المونديال، مشيرا إلى أن الحفل كان حافلا بالرسائل الإنسانية التي تعكس أهمية التنوع الثقافي في العالم بدءا بالآية القرآنية "إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا"، مرورا بالشخصيات التي ظهرت خلال الحفل، وختاما بما عكسته مدرجات الملاعب من احتفاء بالقيم العربية الأصيلة، حيث شوهد بعض اللاعبين العرب يحتفلون مع أمهاتهم بالفوز أمام كاميرات العالم.

وأضاف: "كانت رسائل كأس العالم في قطر مليئة بالرسائل الجميلة، فقد قدمت صورة واقعية ورائعة عن منطقتنا التي تقدر المرأة وتحترمها أما وأختا وزوجة، وتحترم وتضمن حقوق ذوي الإعاقة (كما تجلى ذلك خلال حفل الافتتاح)، وتحترم كل ثقافات العالم وقيم الشعوب وثقافاتها".

كما رأى أن كأس العالم في قطر أظهرت ما يمكن تسميته "العروبة الناعمة" التي تختلف مفهوميا عن "العروبة الصلبة".. مشيرا إلى أن هذه العروبة الناعمة تجلت بشكل كبير خلال المونديال في مشاهد التأييد العربي للمنتخبات العربية الأربعة المشاركة دون تفريق، وفي حمل الأعلام الفلسطينية، مما يؤكد أن العرب أمة واحدة وشعب واحد مهما كانت الأزمات والخلافات.

من جانبه، أكد السيد نزيم بصول، إعلامي جزائري، وعضو المكتب التنفيذي للجمعية الدولية للصحافة الرياضية، منطقة إفريقيا، خلال الحلقة النقاشية التي نظمها المركز القطري للصحافة بالتعاون مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/ حول الهجمة الغربية المسلطة على دولة قطر وباقي الدول العربية، تزامنا مع استضافة قطر لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، أن الهجوم على قطر عقب اختيارها لاستضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2010 كان أكثر حدة وشراسة عن غيرها من الدول التي نالت هذا الحق من قبل.. مرجعا ذلك إلى وقوعها في منطقة الشرق الأوسط، وكونها دولة عربية ذات ثقافة دينية إسلامية، إضافة إلى الصورة النمطية السلبية التي رسمتها الصحافة والإعلام الغربي، وكذلك السينما الأمريكية والأوروبية عن المنطقة على مدى عقود طويلة.

ولفت عضو المكتب التنفيذي للجمعية الدولية للصحافة الرياضية، منطقة إفريقيا، إلى أن الجماهير التي حضرت البطولة وشاهدت روعة التنظيم وقوة المنافسات والكرم العربي والتقاليد العريقة والثقافة الإسلامية، ساهمت في إظهار الصورة الحقيقية عن المونديال والنجاح في تحقيق الأمن التام لكل الجماهير، والاستمتاع بالأجواء المونديالية غير المسبوقة.

بدوره، قال السيد فيصل المضاحكة، رئيس تحرير جريدة جلف تايمز، نائب المدير العام للمركز القطري للصحافة، الذي أدار الحلقة النقاشية: إن هذه الفعالية هدفها التصدي للحملات الإعلامية المشبوهة والممنهجة، والهجمة الشرسة التي استهدفت دولة قطر منذ فوزها بتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2010، ولفت إلى أن ما تقدمه وسائل الإعلام الغربية من مغالطات وصور مسيئة ينم عن عدم المهنية والتشويه الممنهج لكل ما هو عربي وإسلامي.

وشدد المضاحكة على ضرورة وقوف الدول العربية ومؤسساتها الإعلامية صفا واحدا لمواجهة مثل هذه الحملات، وإعادة صياغة الخطاب الإعلامي، لا سيما وأنها تمتلك التكنولوجيا والموارد المالية والبشرية التي تحقق ذلك.

وأكد أهمية احترام الثقافات والقيم المختلفة لكل شعوب العالم، وضرورة أن يكف العالم الغربي عن فرض هيمنته وإرهابه الفكري على الجميع، لا سيما أن القيم الغربية ليست كونية، منوها بضرورة نشر الثقافة العربية والإسلامية، والتعريف بالإرث الحضاري لهذه المنطقة ومبادئها الإنسانية.


التعليقات

إضافة تعليق