اليوم الرياضي للدولة.. نسخة فريدة منتظرة بعد الاستضافة التاريخية للمونديال

قنا
2023-02-08 | منذ 1 سنة

اليوم الرياضي (أرشيفية)

الدوحة في 8 فبراير 2023 -  ستكون النسخة الثانية عشرة من اليوم الرياضي للدولة المقررة الثلاثاء المقبل، الموافق الرابع عشر من شهر فبراير الجاري، نسخة فريدة باعتبارها الأولى التي تعقب الإنجاز الكبير بعد الاستضافة التاريخية لنهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022، حيث يتجسد الإرث الخالد الذي خلفه المونديال، بعدما أضحت البنى التحتية والمنشآت الرائعة التي رصدها العالم، المكان الأمثل الذي تمارس فيه الرياضة من قبل كل أفراد المجتمع بمختلف أعمارهم.

وسيبقى المنجز التاريخي من ملاعب ومنشآت شاهدا على القيمة الكبيرة التي تحظى بها الرياضة في قطر، حتى باتت أسلوب حياة من خلال مزاولتها طوال العالم، عندما تتحول المناطق المختلفة خلال اليوم الرياضي إلى ملاعب مفتوحة، كما دأبت منذ النسخة الأولى التي جاءت استجابة للقرار الأميري رقم 80 لسنة 2011، الذي نص على أن يكون يوم الثلاثاء من الأسبوع الثاني من شهر فبراير من كل عام يوما رياضيا للدولة، واعتباره عطلة رسمية، حيث أقيم أول يوم رياضي في دولة قطر عام 2012، وتمارس فيه الرياضة بكل أنواعها، في بادرة غير مسبوقة تنفرد بها دولة قطر التي كانت مقصدا للملايين من الجماهير، ومحط أنظار العالم خلال الحدث الكبير المتمثل بكأس العالم.

ويتزامن اليوم الرياضي للعام الحالي 2023 مع رفع القيود التي كانت مفروضة خلال السنوات الأخيرة بسبب جائحة "كوفيد - 19"، التي لم تثن دولة قطر عن الاحتفاظ بالتقليد السنوي المتفرد، إيمانا بضرورة الإبقاء على نشر وترسيخ الثقافة الرياضية المجتمعية، ما يجعل النسخة الحالية "الثانية عشرة" بمثابة الاحتفاء بالتغلب على الجائحة، بفضل الجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة بالتعاون مع مختلف مؤسسات المجتمع.

ومن المنتظر أن تعقد وزارة الشباب والرياضة مؤتمرا صحفيا للإعلان عن الشعار الخاص بالنسخة الحالية من اليوم الرياضي، إلى جانب الكشف عن كافة الأنشطة والفعاليات الجماعية التي ستقام هذا العالم وأماكنها المحددة، في وقت ستكون فيه خيارات إقامة الفعاليات والأنشطة أكثر اتساعا، من خلال استغلال كافة المرافق والمنشآت الرياضية والملاعب والحدائق، التي باتت متاحة عقب نهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022، والتي تتوفر فيها من الأساس فكرة الاستدامة والإرث، التي تعد الركن الرئيسي الذي انطلقت منه لجنة المشاريع والإرث في تشييد الملاعب والبنى التحتية وفقا لرؤية قطر 2030، هذا إلى جانب كافة المرافق والملاعب والمناطق والصالات الرياضية المختلفة المتوفرة في الدولة.

وقد لمست الجماهير، التي زارت قطر خلال كأس العالم FIFA قطر 2022، الأثر الإيجابي الذي تركته الريادة القطرية في تنظيم اليوم الرياضي خلال السنوات الماضية منذ النسخة الأولى، والذي يعكس رؤية القيادة الحكيمة في تشجيع ممارسة الرياضة، حيث رصد العالم التحضر الكبير للمجتمع القطري، المؤمن بقيمة الرياضة كركيزة أساسية للاستثمار في العنصر البشري، من خلال الوعي بأهمية الرياضة في حياة الأفراد والمجتمع، الأمر الذي ساهم في زيادة أعداد الممارسين للرياضة والمنخرطين فيها بشكل عام من مختلف الأعمار والفئات السنية بالحدائق العامة والصالات الرياضية، ومسارات المشي، وركوب الدراجات الهوائية.

وتنظم جميع مؤسسات الدولة برامج خاصة باليوم الرياضي، من خلال الأماكن الرياضية والمنشآت المخصصة للرياضة بالدولة، ويتم ذلك بالتنسيق بين المؤسسات والجهات الرياضية؛ من أجل تحقيق الهدف المطلوب وهو مواصلة الزيادة في أعداد المنخرطين والمشاركين، خصوصا في ظل التواصل الدائم بين المدارس ووزارة التربية والتعليم والتعليم العالي؛ بقصد رفع مستوى ثقافة الرياضة لدى النشء، والحث عليها لتكون أسلوب حياة لقيمتها الكبيرة في حياة الإنسان وصحته.

ولا تقتصر ممارسة الرياضة على ألعاب بعينها، حيث دأبت لجنة اليوم الرياضي للدولة على وضع أجندة معينة تتضمن فعاليات متنوعة، كما في النسخة السابقة التي شهدت إقامة 575 فعالية متنوعة عبر الاتحاد القطري للرياضة للجميع، تضمنت جميع أنواع الرياضات بمسمياتها ومشتقاتها؛ وذلك حرصا على فئات المجتمع من أطفال ونساء وكبار السن وسيدات، وهي تدخل ضمن برنامج "365 يوم نشاط"، وهو برنامج يتم تنفيذه بشكل يومي تحت إشراف مدربين متخصصين لجميع الرياضات طوال العام، ومتاح لجميع فئات المجتمع.

وقال سعادة الشيخ محمد بن فهد آل ثاني رئيس اللجنة المنظمة لفعاليات اليوم الرياضي بنسخته الـ 12 في مؤسسة أسباير زون: "كما تعودنا في كل عام نستقبل اليوم الرياضي للدولة، والذي يعد من أهم الفعاليات التي تكون بالرزنامة الرياضية لدولة قطر".

وأضاف في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية (قنا): "استعداداتنا في المؤسسة لهذا العام بلغت ذروتها من خلال العمل على تقديم باقة متنوعة من الفعاليات الرياضية والترفيهية لكافة الفئات العمرية، ومختلف مستويات اللياقة البدنية، لتناسب أذواق المجتمع كافة بجعل هذا اليوم مميزا مليئا بالنشاط والحيوية"، مؤكدا أن أهداف مؤسسة أسباير زون ورسالتها الترويج لنمط حياة صحي وسليم، وبناء أجيال تتمتع بالصحة الذهنية والبدنية، متماشية مع أهداف اليوم الرياضي للدولة، وأكثر ما يميز فعاليات اليوم الرياضي في أسباير زون هو تقديم الخبرات المميزة والبرامج المتخصصة في يوم مفتوح للجمهور، لتمكين كافة الفئات من الاستفادة بهذه الخبرات".

وأشار سعادته إلى عزم المؤسسة على اختيار الفعاليات والأنشطة، بناء على ما يتناسب مع جميع احتياجات أفراد المجتمع.

وختم تصريحاته: "انطلاقا من مسؤوليتنا المجتمعية، تقوم المؤسسة بفتح أبوابها خلال هذا اليوم أمام جميع الشركات والمؤسسات الراغبة في الاستفادة من مرافقنا العالمية وقدراتنا التنظيمية لإقامة فعالياتها الخاصة، لا سيما في ظل حرص المؤسسة على استقبال أكبر شريحة ممكنة من المجتمع؛ لكونها تعد القلب النابض لممارسة الرياضة في قطر".

وقال السيد ماجد الخليفي رئيس تحرير جريدة استاد الدوحة في تصريح مماثل : "إن القيادة الحكيمة لدولة قطر وراء البعد الاجتماعي لفكرة تنظيم اليوم الرياضي من الأساس، واصفا الفكرة بالتجربة القطرية الرائدة التي يسعى الكثير من دول العالم للتعلم منها والاقتداء بها".

وأضاف الخليفي: لقد كان لليوم الرياضي أبعاد اقتصادية واستثمارية، كما كان له دور في إنجاز المشاريع المختلفة وتشييد الملاعب، إلى جانب استثمارات إعلامية، بالإضافة إلى أن الفكرة تسهم في خلق أنماط حياة صحية للمواطنين والمقيمين، ولهذا نجد الإقبال الرائع على المشاركة فيه والتفاعل معه؛ ذلك أن النشاط الرياضي للمواطنين والمقيمين يخلق مجتمعا صحيا، من خلال تشجيع الجميع على ممارسة الأنشطة الرياضية المختلفة مع أفراد الأسرة والأصدقاء في كل مكان، ولكل الأعمار.

وأشاد الخليفي بما تقوم به جميع الوزارات والمدارس والشركات الخاصة بتنظيم مجموعة من الأنشطة والفعاليات الرياضية لموظفيها وللجمهور العام من غير موظفيها، حتى يستطيع الجميع المشاركة في فعاليات اليوم الرياضي للدولة.

وأكد السيد محمد المضاحكة رئيس الاتحاد القطري للشطرنج على أن دولة قطر نجحت في تحقيق الأهداف من تخصيص يوم رياضي للدولة، من خلال تعزيز وعي المجتمع بأهمية وفوائد الرياضة، وهو ما عكسته المشاركات الفاعلة والإيجابية من مختلف أفراد المجتمع في فعاليات اليوم الرياضي على مدى السنوات الماضية، وجعل الممارسة الرياضية جزءا من حياتهم اليومية.

وأضاف المضاحكة: "بلا شك اليوم الرياضي في نسخته الثانية عشرة يأتي في أعقاب إسدال الستار مؤخرا على منافسات كأس العالم FIFA قطر 2022، والتي أعطت بعدا كبيرا لقيمة الرياضة في البلاد.

وأشار المضاحكة، الذي شارك لأول مرة في بطولة العالم تحت 14 سنة عام 1986 التي استضافتها بورتوريكو، وحصل على الترتيب الرابع عالميا، إلى أن نتائج اليوم الرياضي بدأت تظهر بوضوح على أفراد المجتمع، وبدأت المؤسسات المختلفة في تثبيت يوم في الأسبوع لممارسة الرياضة، كما شرع بعضها في تبني مراكز تدريب خاصة، في حين لجأت الوزارات إلى تخصيص غرف خاصة بالتدريب اللياقي، على غرار تلك الموجودة في الأندية الرياضية، وهذا كله يصب في صالح الرياضة القطرية.

وعلى صعيد متصل، أكد الدكتور سيف الحجري، اللاعب السابق لفريق السد، أن اليوم الرياضي بات يكتسب أهمية كبيرة في كافة أنحاء قطر؛ نظرا لأهمية الرياضة وقيمها السامية.

وأضاف الحجري، الذي يرأس اللجنة الوطنية للرياضة والبيئة، وامتدت مسيرته الكروية طوال 17 عاما، لعب خلالها مع فريق السد لفترة قاربت 12 عاما، بين عامي 1970 حتى 1982: "بالتأكيد ممارسة الرياضة منبع فخر بالنسبة لنا؛ لكونها تصنع الفارق دوما، واليوم الرياضي مناسبة للاحتفال بالقيم الرياضية، ولا يمكن أن ننظر له كيوم واحد لممارسة الرياضة، ولكن الثقافة الرياضية باتت موجودة، حيث سعت الدولة بكافة قطاعاتها لتوفير العديد من الأماكن والخدمات، خاصة لممارسة الرياضة، وهذا يصب في صالح أن تكون قطر بلدا رياضيا بامتياز، وينظر لليوم الرياضي على أنه فرصة للتقريب بين فئات المجتمع من خلال الرياضة".

بدوره، قال مبارك مصطفى لاعب المنتخب القطري السابق: إن اليوم الرياضي للدولة هو مثال ملموس على التزام دولة قطر بالتوعية بأهمية الرياضة والنشاط البدني كعنصرين أساسيين للمحافظة على الصحة والسلامة.

وأضاف لاعب النادي العربي السابق: "لا شك أن ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية تسهم في تحسين جودة حياة الفرد ووقايته من الأمراض، ويمثل اليوم الرياضي للدولة فرصة لإظهار كيف أن إجراء تغييرات بسيطة في نمط الحياة اليومي يمكن أن يسهم في تحقيق آثار إيجابية كبيرة على صحة الفرد".

من جهته، قال محمد مبارك المهندي عضو لجنة قدامى اللاعبين: إن الرياضة باتت جزءا أصيلا من حياة المجتمع القطري، وتحولت إلى نمط حياة وثقافة للفرد والمجتمع، بها تنهض المجتمعات وتتطور.

وأشار إلى أن قطر تتحول خلال هذا اليوم إلى ملعب كبير من أجل ممارسة الرياضة والاستمتاع بها فرديا وأسريا وجماعيا، كما أن هذا اليوم يعزز الرسالة الصحية، التي تسعى إلى إشراك المجتمع من أجل تحقيق المستقبل الصحي للسكان، وأن تكون سلوكا يوميا لدى أفراد المجتمع من أجل حياة صحية مديدة.

على الصعيد ذاته، شدد ياسين إسماعيل نجم المنتخب القطري السابق لكرة السلة، على أهمية الرياضة في حياة الشعوب، وأن اهتمام دولة قطر الكبير بها ساهم بتحقيق قفزة كبيرة على مستوى كافة الألعاب.

وأضاف إسماعيل خلال تصريحاته لـ"قنا": "لقد حقق اليوم الرياضي عاما تلو الآخر تفاعلا ومشاركة كبيرتين من كافة شرائح المجتمع، ما يؤكد على تحقيق أهداف هذا اليوم باعتماد الرياضة سلوكا يوميا، ويؤكد أيضا على أن دولة قطر تولي الرياضة والنشاط أهمية كبيرة، على اعتبار أنها جزء من التنمية؛ وذلك لانعكاساتها على صحة المجتمع وقيمه الإنسانية النبيلة".

وعلى غرار السنوات الماضية، ستقام مجموعة كبيرة من الفعاليات والأنشطة للاحتفال باليوم الرياضي للدولة، تشمل مختلف فئات المجتمع القطري من رجال ونساء وأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة، للحفاظ على حياة صحية وعملية.

ولا يوجد منظم واحد لليوم الرياضي في قطر، بل على العكس تماما تقوم كل مؤسسة بتنظيم فعاليات رياضية خاصة بالتنسيق مع اللجنة الأولمبية القطرية ووزارة الثقافة والرياضة؛ للتأكد من عدم وجود تعارض بين الفعاليات المختلفة.

وينتظر أن يكون عشرات الآلاف من الأسر مواطنين ومقيمين في الساحات الرياضية المحددة والمنشآت الرياضية المخصصة في اليوم الرياضي؛ تحقيقا للهدف المطلوب وهو "الرياضة .. حياة"، ويتوقع أن تكون رياضات الماراثون والمشي والركض والرياضات الفردية والجماعية هدفا يتنافس عليه جميع أفراد المجتمع في النسخة الحالية؛ تعزيزا لقيمة الرياضة وإعلاء لأهميتها في حياة الإنسان من ناحية الثقة بالنفس، وقبلها الوقاية من الأمراض والتقارب الفكري ومع الآخرين.


التعليقات

إضافة تعليق