مرور سنة على "كأس العالم FIFA قطر2022": رئيس الفيفا يصف النسخة القطرية بالأفضل في التاريخ

متابعات
2023-11-20 | منذ 6 شهر

حلم تحول إلى حقيقة ونجاح فاق التوقعات

الدوحة، 20 نوفمبر 2023 - أشاد السويسري جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، على دولة قطر وتنظيمها لنهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022، في مثل هذا اليوم من السنة الماضية.واصفا إياها بالنسخة الأفضل على مر تاريخ اللعبة .

وقال إنفانتينو في إفادات سابقة بشأن المونديال، إن دولة قطر نظمت أفضل نسخة من بطولات كأس العالم على مر تاريخ اللعبة، سخرت خلالها كل إمكانياتها لإنجاح المشروع واستخدام أفضل وسائل التنظيم وهو ما مكن العالم من متابعة حدث فريد في كل تفاصيله.

وأبان رئيس الفيفا أن نجاح قطر في استضافة الحدث لم يكن محل شك بالنسبة له، بل كان على يقين من أنها ستقدم نسخة استثنائية في التنظيم لما لمسه من جدية كبيرة واهتمام ومتابعة دقيقة وحرص على تلبية كل متطلبات الاستضافة وفق المعايير الدولية المعتمدة.. مشيرا إلى أنه كرئيس للاتحاد الدولي تابع بدقة كل الخطوات التي كانت تخطوها قطر نحو اكتمال ترتيبات انطلاق البطولة على أرضها حتى جاءت لحظة افتتاح البطولة من استاد البيت في مدينة الخور.

وكشف إنفانتينو بأن العديد من العوامل رجحت ثقته في دولة قطر في استضافة الحدث، وأبرزها التجويد في تطبيق معايير التنظيم والانتقال لما هو أكثر من المطلوب، وقد وضح له ذلك في إنشاء الملاعب التي ستستضيف الحدث وإمكانية وصول الجمهور لها ووسائل النقل المتوفرة للملاعب وربطها بشبكة آمنة تراعي كل متطلبات السلامة.

وأكد رئيس الفيفا أن قطر حققت درجة نجاح لم يسبقها إليها بلد في تنظيم المونديال وهي إتاحة الفرصة للجمهور لمتابعة أكثر من مباراة في اليوم الواحد، لافتا إلى أن ذلك لم يكن متاحا لأي مشجع من قبل حيث كان من الصعب على الجمهور متابعة أكثر من مباراة في النسخ السابقة للمونديال لتباعد المسافات بين الملاعب خصوصا في النسخ العشر الأخيرة التي جرت بكل من، إسبانيا 1982،والمكسيك 1986، إيطاليا 1990، والولايات المتحدة الأمريكية 1994، وفرنسا 1998، وكوريا واليابان 2002، وألمانيا 2006، وجنوب إفريقيا 2010، والبرازيل 2014، وروسيا 2018 ، غير أن قطر قربت المسافات للجماهير بالوصول للملاعب بكل سهولة.

وأضاف أنه كمسؤول عن تطوير كرة القدم كان لزاما عليه تنفيذ خطته في توسعة قاعدة ممارستها ونشر ثقافتها في العالم حسب استراتيجية العمل وقد سعد كثيرا بتحقيق أهداف الاتحاد الدولي من خلال البطولات المختلفة وزيادة عدد البطولات وتطوير اللعبة بأقصى استفادة من الجانب التقني وتوظيف التكنولوجيا لجعل اللعبة أكثر وضوحا، وأن مونديال قطر ساعد كثيرا في هذا الجانب، حيث تم اختبار تقنية التسلل الدقيقة التي كانت أكثر إفادة للمنتخبات واللاعبين في العديد من المباريات.

وأوضح أن تطبيقات الهواتف كانت تعمل لخدمة كرة القدم في نسخة المونديال ولعل وسائل الاعلام استفادت كثيرا من ذلك وكذلك الجمهور الكبير الذي تابع البطولة عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة من أبعد مكان في العالم.

ووصف إنفانتينو نسخة قطر بأنها الأفضل في التاريخ بعد أن قدمت 32 منتخبا مميزا في النهائيات وظفر بها المنتخب الأرجنتيني بفوزه على فرنسا في نهائي حافل بالأهداف، بركلات الترجيح بأربع ركلات مقابل ركلتين بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بتعادل المنتخبين بثلاثة أهداف لكل منتخب.

وشدد رئيس الفيفا على ضرورة مواصلة العمل لتطوير كرة القدم والاستفادة من النقلة النوعية التي أحدثتها دولة قطر في تنظيم النسخة 22 وتقديم نسخة مميزة تحمل الرقم 23 في العام 2026 بكل من أمريكا وكندا والمكسيك، معتبرا نسخة قطر هي الأفضل وأنها لن تتكرر في ظل ارتفاع عدد المنتخبات إلى 48 منتخبا سيشاركون في 2026.

واعتبر إنفانتينو النسخة الماضية بمثابة الحافز للنسخة المقبلة بالبناء على ما وصلت إليه كرة القدم في أرض قطر لآفاق أرحب في النسخة المقبلة والتي تليها مؤكدا في الوقت ذاته أنه كرئيس للاتحاد الدولي يدفع أي عمل ناجح للأمام من أجل تطوير اللعبة.

وتميز المونديال في قطر بعدم تسجيل حالات شغب ومواجهات جماهيرية مقارنة بكؤوس عالم ومسابقات أوروبية سابقة شهدت الكثير من حالات العنف بين مشجعي الفرق المتنافسة، والكثير من السلوكيات الخارجة عن الروح الرياضية، وذلك بفضل الضبط التنظيمي العالي لفعاليات البطولة وتخصيص مناطق خاصة لمشجعي كل منتخب بالإضافة إلى منطقة عامة لجميع المشجعين لتأخذ البطولة شكلا تنافسيا راقيا بين المشجعين ومحبي المنتخبات المختلفة، بخدمة سريعة ممتازة يقوم بها المتطوعون في البطولة والذين تلقوا أفضل أساليب التدريب في التعامل مع المشجعين وتقديم الخدمات لهم.

وبصمت قطر على التنظيم بوضع الموروثات الثقافية والعادات والتقاليد القطرية التي تحفظ للمرأة حريتها في التفاعل مع الرياضة وتضعها في أعلى مراتب التقدير والاحترام وتشعرها بالارتياح عند ارتياد الملاعب ومتابعة البطولة، فمضت البطولة دون أن تتعرض المرأة لأي نوع من المضايقات في الملاعب، كأفضل مونديال يلائم النساء والأسر.

 وأظهرت صور المباريات التي وثقتها ملفات الاتحاد الدولي لكرة القدم /FIFA/ وعدسات التلفزة الدولية، حضورا لافتا للمشجعات والأسر من كل دول العالم، كما تابع الملايين عبر الشاشات الحضور الكبير في مدرجات الملاعب لعائلات اللاعبين من كل منتخبات العالم، كما ظهر في مباريات المنتخب المغربي احتفال اللاعبين مع عائلاتهم وعرفت أرضية الملعب لأول مرة ظهور الأمهات، مما يعد تقديرا وتكريما للأم والفخر بمكانتها في قلوب الرياضيين، حيث لم تشهد أي نسخة في بطولات كأس العالم ظهور والدة أي من اللاعبين في أرضية الملعب.

وبالإضافة إلى ظهور عائلات لاعبي الأرجنتين وأبنائهم في أرض الملعب للاحتفال بالتتويج في ختام المشهد، فإنهم يحتفلون بالتتويج باللقب الثالث في تاريخ بلادهم، في ظاهرة إيجابية تضع مونديال قطر في توصيف جديد يمنحه صفة احترام وتقدير العالم على مر الأزمان.

وعرفت قطر العالم على ثقافة جديدة في تنظيم الأحداث تتمثل في الضبط العالي من ناحية السلامة والأمن والأمان للبطولات، واستخدام التكنولوجيا لخدمة الرياضة والتعامل مع الحدث في بيئة صحية مع خدمات طبية بكامل الجودة، بفضل الوحدات الطبية الإسعافية المتنقلة في كل الملاعب تحسبا لأي حالة وهو ما لم يكن يطبق في السابق.

وطبقا لتجارب مشجعين ومشجعات من مختلف دول العالم فإن المونديال في قطر كان يحمل طابعا مختلفا، تعرف من خلاله الجمهور على المنطقة العربية، وما تزخر به من تنوع وتلاقي في الكثير من الموروثات والتي نالت استحسان الجماهير، مما وثق لها الاتحاد الدولي كنوع من أبلغ رسائل السلام والتعايش الذي يقرب المسافات بين الشعوب، ويعطي طابعا مميزا يعزز من قيمة التواجد في دولة قطر.

ولم تترك قطر الجانب الإنساني ورسمت حوار الشرق والغرب في افتتاح المونديال من خلال عدة رسائل، من خيمة استاد البيت التي نقلت صورة زاهية للمجتمع العربي وكيف يحتضن العالم مع تعريف دقيق بقيمة التعايش والسلام، بالإضافة إلى الترحيب الكبير لأهل قطر بكل ألوان الطيف العالمي في الملاعب.

وقدمت النسخة الثانية والعشرون من بطولات كأس العالم تجربة جديدة للمشجعين يصعب تكرارها، بالسماح لمن يرغب في متابعة أكثر من مباراة في اليوم الواحد وهو ما لم يتوفر في السابق، وساعد في ذلك قرب الملاعب من بعضها وسهولة الوصول إليها والتنقل منها، مما سمح للجمهور بتجربة فريدة من نوعها.

وراعت التجربة القطرية جميع فئات المجتمع في الملاعب، بمن فيهم ذوو الاحتياجات الخاصة ومحدودو السمع والمكفوفون، فخصصت لهم أحدث الوسائل لمتابعة المباريات بكل شغف ودونما معاناة.

وطبق الاتحاد الدولي في نسخة قطر أحدث التقنيات لمحاربة العنصرية وحماية اللاعبين من أي إساءات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بإطلاق تطبيق خاص يمكن الاتحاد الدولي من متابعة الآراء التي تكتب عقب وقبل كل مباراة، وذلك لحماية الرياضيين.


التعليقات

إضافة تعليق