الدوحة، 23 يناير 2024 - تتواصل الإشادات الإعلامية من محللين ونقاد وإعلاميين رياضيين، ببطولة كأس آسيا قطر 2023، التي سجلت أرقاما قياسية على صعيد التفاعل والمتابعة في غضون الأيام العشرة الأولى.
وسجلت جماهير كرة القدم الآسيوية حضورها بشكل كبير جدا ولافت، خاصة وأن المشجعين من أرجاء القارة يتطلعون إلى دعم منتخباتهم الوطنية على أرض قطر، وقد توفرت للجماهير فرصة رائعة للتعرف عن قرب على الثقافة القطرية، ومد جسور التواصل والعلاقات البناءة مع مشجعين آخرين من أنحاء القارة. وقال محمد غراب الناقد الرياضي الإماراتي، إن "القطريين يقدمون دروسا فيما يتعلق بالاهتمام بالمنتخب الوطني وإدارته واستمراريته"، موضحا أن "المنتخبات الوطنية لكرة القدم في آسيا تنقسم إلى قسمين، قسم يعتمد على الدوريات المحلية، وآخر يعتمد على الاحتراف الخارجي، أما بالنسبة لقطر، فالمنتخب الوطني هو مشروع دولة مستمر منذ فترة طويلة، وأهميته تفوق الدوري المحلي".
وأضاف غراب في حديث ورد ضمن برنامج خاص لتحليل مباريات البطولة على قناة /أبوظبي/ الرياضية، أن "كل شيء يحدث في كرة القدم المحلية في قطر هدفه الأول هو تجهيز المنتخب الأول، وهناك إدارة قوية لهذا المنتخب تعمل على توفير كل المتطلبات وإيجاد حلول سريعة وفورية لأي مشكلة".
ورأى أنه "لا يمكن الحكم على مستوى المنتخب القطري في بطولة كأس آسيا حتى الآن، نظرا لضعف بقية الفرق في مجموعته"، متوقعا أن ينجح الفريق القطري في الوصول إلى نصف النهائي.
وفيما يتعلق بقدرة قطر على استضافة مختلف البطولات العالمية وخاصة الألعاب الأولمبية، قال غراب إن "قطر اتبعت نهجا مختلفا مع الرياضة التي أصحبت بالنسبة لها صناعة وليست أمرا هامشيا"، مشيرا إلى أن "قيام دولة صغيرة المساحة مثل قطر باستضافة بطولة كبيرة مثل كأس العالم أمر لفت أنظار العالم نحوها، وأصبحت قطر الآن جاهزة لأي حدث رياضي دولي، نظرا للبنية التحتية الرياضية الممتازة التي تمتلكها".
وختم الناقد الرياضي الإماراتي حديثه بالقول إن "الدعم الحكومي للرياضة في قطر أصبح مثالا يحتذى به، وأصبحوا يصدرون تجربتهم وخبراتهم ليس لدول المنطقة فحسب، بل للعالم أجمع"، معتبرا أن "قطر تعد مصدر فخر بالنسبة لنا كخليجيين وعرب".
ومن جهته قال بندر الفليت موفد تلفزيون السعودية إلى الدوحة خلال بطولة كأس آسيا 2023، إن الأفراح بتأهل منتخب السعودية إلى الدور الثاني من كأس آسيا، انتشرت في كامل أرجاء الدوحة من الملعب إلى كتارا إلى بيت الصقر السعودي، هذه التحفة التي تضم كل ما يخص المنتخب السعودي وتاريخه منذ العام 1957، ويرتادها الكثير من الجماهير السعودية في الدوحة".
وأضاف الفليت في مداخلة عبر برنامج /ديرتنا/، أن "السعوديين احتفلوا أمس بالعبور لدور الـ16 في سوق واقف، وكانت الفرحة عارمة، والملفت في الأمر هو مشاركة الجماهير العربية، جماهير السعودية في احتفالاتها، حيث تساند هذه الجماهير منتخب السعودية كما تساند بعضها البعض وليس منتخباتها فقط، سواء تعلق الأمر بقطر أو الإمارات أو العراق أو أي منتخب عربي آخر"، مشيرا إلى أن "سوق واقف اكتسى اللون الأخضر بجماهير السعودية والأعلام التي ترفعها حيث تكون الأجواء داخل السوق مميزة جدا".
وبدوره، قال محمود السقا كاتب فلسطيني إن مشاهد الدعم للمنتخب الفلسطيني في الدوحة، تتخذ أشكالا وصورا في غاية الأهمية والروعة، خصوصا أنها لا تقتصر على أنصار المنتخب الفلسطيني من أبناء الجالية المقيمين في قطر، أو حتى الجماهير العربية، بل امتدت لتشمل أفرادا من دول أوروبية، جاؤوا خصيصا لمواكبة المنتخب الفلسطيني وللشد من أزره.
وأضاف الكاتب الفلسطيني في مقال نشرته صحيفة /الأيام/ الفلسطينية: "أن من المؤكد أن صور الدعم هذه استوقفت الطاقم الفني ولاعبي المنتخب الفلسطيني، وسوف تشكل لهم حافزا عندما يواجهون منتخب هونغ كونغ الحيوي والمتطور، في المرحلة الثالثة والأخيرة، اليوم، ومن خلال ذلك اللقاء المرتقب سيتقرر مصير المنتخب الفلسطيني إذا ما كان سيواصل المشوار، إن شاء الله، وهذا ما نأمله ونتمناه".